الذباب
قال الله تعالى في محكم كتابه:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾ {الحج/73}
مقدمة:
هذه الآية من أبلغ ما أُنزل في تجهيل من عبد غير الله، و تحد لآلهتهم أن تخلق مثل هذا الخلق الأقل والأذل، بل فقط أن تسترد ما يخطفه منها.
واعتبر الذباب آفة في بعض الحضارات، فقد كان اليونانيون القدامى يقدمون العجول قربانا للذباب. وكان الآشوريون من قبلهم يقدمون القربان كذلك رجاء تجنب أذى الذباب وإزعاجه الذي لا يطاق، لكنه يقوم بوظيفة مهمة في البيئة.
اعتبر الإنسان الذبابة حشرة حقيرة، يستقذرها ويتقزز منها. وحاول القضاء عليها بكل ما أوتي من قوة وحيلة. ومع ذلك، لم يلزم الإنسان شيء لزوم الذباب، لا يمتنع عليه شيء من بدن الإنسان، ولا من ثوبه، ولا من طعامه، ولا من شرابه، ملحاح يُطرد فلا ينطرد. ولذلك يقال: "ثلاثة أشياء لا يمكن الإفلات منها هي الموت والضرائب والذباب.
الذباب في العالم
هناك مائة ألف نوع من الذباب في العالم، فقط عشرة أنواع منها تعيش في المنازل. وأكثرها انتشارا وأشهرها ذبابة المنزل المعروفة التي لا يتعدى طولها 7,5 ملم، وأخرى أصغر منها بملميترين.
تكاثر الذباب ودورة حياته:
إن الذبابة الأنثى تبيض أزيد من مائة بيضة، تلقي بها وسط روث الحيوانات أو في النفايات الغذائية المتعفنة. بعد يوم واحد تخرج اليرقات فتتغذى وتنمو في محيطها هذا، وفي أقل من أسبوعين يكتمل نموها ويتضاعف وزنها ثمانمائة مرة، وبعد أسبوع واحد من ذلك تأخذ الذبابة شكلها المعروف، فتنطلق لتعيش حياتها القصيرة التي لا تتعدى ستين يوما، وشغلها الشاغل فيها هو الأكل.
ويمكن للذبابة الواحدة أن تخلف، على مدى أربعة أجيال فقط، ما مجموعه 1,5مليون ذبابة. لكن لحسن الحظ تموت أغلب اليرقات إما بردا أو جفافا أو تأكلها العصافير أو حيوانات أخرى كالعناكب والسحالب والضفاضع. وهكذا يبقى عدد الذباب قارا بفضل التوازن الطبيعي للحياة.
الذباب ناقل للأمراض:
لكن خطر الذباب يبقى كامنا في قدرتها على نقل الميكروبات ونشر الأمراض والأوبئة، بسبب تنقلها المكوكي بين المزابل والبيوت، وبين القاذورات والأكل الذي يتناوله الإنسان. وكذلك بسبب طبيعتها البيولوجية، فهي تتذوق بأدرعها، ومكسوة بالشعر، وتسكب إفرازات على المواد الصلبة قبل تناولها لترطيبها، وخاصة أقراص السكر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق