قال د.البرادعي بالنص:
"نيويورك هي وطني وأجمل ما فيها التردد على البار الايرلندي القريب، لم
أشعر مطلقا أن الدين عامل يجب عليّ أن آخذه في الاعتبار، كانت صديقتي
الشخصية الأولى ( girlfriend) يهودية، حجاب أمي (82 عاما) كان من النقاط
المثيرة للنزاع بيني وبينها، ولا أرى فرق كبير بين المسلمين والمسيحيين
والبوذيين واليهود".. هذا الكلام قاله رئيس هيئة الطاقة الدولية السابق
«د. محمد البرادعي» إلي «إلين سيولينو» مندوب صحيفة «نيويورك تايمز
الأمريكية» في حوار أجراه مع دكتور البرادعي ونشرته تلك الصحيفة تحت
عنوان:Excerpts from an Interview with Dr. Mohamed ElBaradei on Sept. 7,
2007، وترجم هذا الحوار للعربية: د. عاصم عبدالفتاح نبوي .. وللإطلاع على
النص الأصلي.. «أضغط هنـــا».
والظاهرة الأخطر علي الثورة
المصرية بعد أن تخلصت من امتحان الفريق أحمد شفيق القاسي، ليست ظاهرة
«توفيق عكاشة» الشهير بكلباوي فحسب، أو رفاقه في وسائل إعلام الفلول
و«المارينز» الناطقة بالعربية، هذا الإعلام الذي يشكل طابور خامس لاختراق
ثورتنا وتهديد أمننا القومي، أنما الظاهرة الأخطر هي الظاهرة التي يمثلها
دكتور محمد البرادعي لأنها ظاهرة باتت تمثل تهديد بالغ الخطورة علي قوانا
الثورية وأمننا القومي، ونحن نري الآن إتحاد ما بين «إعلام المارينز»
و«إعلام الفلول»، ونوع من الالتقاء في وجهات النظر بين عناصر محسوبة علي
نظام مبارك وبين عناصر محسوبة علي الثورة وموالية للأجندة الأوروبية
والأمريكية رأيناها تمنح أصواتها لأحمد شفيق، تلك العناصر التي تحاول الآن
أن تحصر إقامة الدولة المدنية المتحضرة الديمقراطية الحديثة في شخوصها
تحديدا، وتشن هجوم كبير علي التيار الثوري الإسلامي وأنصاره، علي الرغم من
إعلان السيد الرئيس لتلك الدولة في برنامج النهضة الذي يدعو إليه، لكن
فيما يبدو أن الهدف هنا ليس شكل دولة بقدر ما هو استئصال الآخر الذي يحظي
بثقة الشعب.
ونحن لا نخون أحد وبقدر ما
نرفض لغة التخوين ونسعى للمصالحة وتجميع أبناء الوطن الشرفاء من أجل بناء
دولتنا القوية الحرة العادلة دولة الحرية والقانون، بقدر ما نحذر من هذا
الخطر الذي لفت نظرنا إليه صديقي الكاتب الصحفي المعروف عامر عبدالمنعم،
ألا وهو المتعلق بدور د. محمد البرادعي في خدمة السياسة الأمريكية ضد
العالم الإسلامي وقال عامر بالنص ما يلي: "لازالت بعض الأبواق المرتبطة
باللوبي الأمريكي في مصر تريد استغفالنا لتنصيب البرادعي رئيسا لوزراء
مصر، وتضغط شخصيات ودوائر اللوبي الأمريكي ليتولى البرادعي منصب رئيس
حكومة الرئيس الإسلامي الدكتور محمد مرسي".
وبعد أن حذر عامر الرئيس محمد
مرسي من خطورة إقدامه علي هذا القرار، طرح مجموعة من التساؤلات ألا وهي:
"هل يتولى البرادعي مهمة تنفيذ مشروع النهضة الإسلامي للرئيس المنتخب؟ وهل
سيسعى هذا الموظف الأمريكي لخدمة مصر بينما هو الذي رشحته الولايات
المتحدة- لخدمته للسياسة الأمريكية- لتولي رئاسة الهيئة الدولية للطاقة
الذرية لثلاث فترات متتالية لمطاردة الدول الإسلامية وتجريدها من برامجها
النووية، بل كان هو العدو الأول للمشروع النووي المصري والعدو الأول
لعلماء الذرة المصريين، وزج باسم مصر ضمن محور الشر في تقارير الوكالة
وزعم كذبا أن مصر لديها مشروع نووي سري خطير في عام 2005م "وبقية مقال
عامر منشور حاليا بباب «تقارير وملفات» على شبكة الإعلام العربية
-«محيط»، لمن يريد الاطلاع علي وثائقه.
ووفق الوثائق المترجمة فأن
الدكتور محمد البرادعي - كما يقول عامر - كان موظفا أمريكا مثاليا حقق
للولايات المتحدة كل مطالبها لاحتواء العرب والمسلمين، واستخدم سلطته
كرئيس للوكالة الدولية للطاقة الذرية في إبقاء العراق تحت الحصار لأكثر من
13 عاما، ورفض الإعلان رسميا عن خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل، وظل
حتى آخر يوم قبل العدوان الهمجي الذي شنته أمريكا وحلفاؤها على الشعب
العراقي يؤكد أن الحكومة العراقية لازالت لم تجب على الأسئلة التي يطرحها،
وفي كل تقاريره كان البرادعي يعترف بعدم وجود أدلة ولكن في كل التقارير
أيضا يثير الاتهامات للحكومة العراقية بعدم التجاوب وعدم الرد على القضايا
العالقة، وكان ينهيها بأنه سيواصل التفتيش، وأخطر المواقف كان وقوف
البرادعي ضد مصر والتحريض عليها، بدأت بقبوله ترشيح أمريكا له لرئاسة
الوكالة ضد المرشح المصري الدكتور محمد شاكر ثم وضع مصر ضمن دول «محور
الشر» في تقرير رسمي ليخضع مصر للابتزاز الأمريكي والغربي.
والآن يخرجون علينا بطرح اسم
الدكتور البرادعي ليكون رئيساً للوزراء، و«إعلام المارينز» يمهد الأجواء
له كما نري الآن عبر ترويج الشائعات علي غرار أن واشنطن وراء نجاح السيد
الرئيس الدكتور محمد مرسي، وان الجيش كان سيزور الانتخابات لصالح الفريق
أحمد شفيق لكن واشنطن منعته، وكما قلت أمس فأن العكس هو الصحيح، وان كان
العكس ليس بتزوير لكون أن دكتور محمد مرسي نجح بإرادة الشعب، وان
الانتخابات وعمليتها بالكامل كانت نزيهة وتمت وفقاً للقانون وكانت قواتنا
المسلحة أمينة عليها وعادلة بين الجميع، لكن تشكيك أصحاب "كلباوي" وهو أسم
الشهرة لتوفيق عكاشة تشكيكهم في الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي،
ومحاولة إلصاق ادعاءات واتهامات بالرجل لا أساس لها من الصحة واستخدام
الفضائيات والإعلام الحديث للسخرية من الدكتور محمد مرسي وهز هيبته
ومكانته أمام الشعب، في ذات التوقيت الذي تعمل فيه فلول النظام السابق
التي لا تزال بمواقعها علي تعطيل مهمته، كل ذلك يشكل محاولات فاشلة - بأذن
الله - من تلك الفلول لأضعاف مؤسسات الدولة الوليدة لأن ولاة أمور مصر
الآن الذين انتخبهم شعبنا لا يروقون للحلف الصهيوني الأمريكي ورجاله في
وطننا.
وعلي سبيل المثال بمجال
الصحافة القومية المملوكة للدولة، نحن نري الدور الهدام الذي تلعبه مؤسسة
روزا اليوسف الممتلئة بالفلول في تشويه سمعة وصورة الرئيس المنتخب الدكتور
محمد مرسي، إلي جانب مقالات كتاب الأخبار وأخبار اليوم، ومقالات بالأهرام
والجمهورية، وتكتمل الصورة إذا ما اشرنا إلي استضافة الإعلام القومي
بماسبيرو لقوي الثورة المضادة وعناصرها و«رجال المارينز» المتحدثين
بالعربية، في محاولة من قبل هذا الإعلام الذي تديره عناصر من فلول النظام
السابق، محاولة لتصدير مفاهيم خاطئة لرجل الشارع المصري، ومحاولة هز
استقرار الحكم، والإساءة لمؤسساته، كما أننا نري الفلول حاليا يفتعلون
أحداث وأكاذيب وقصص وهمية وخيالية وإشاعات ويحاولون إلصاق ذلك بالتيار
الإسلامي، وللأسف فأن المنابر الصحفية والإعلامية التي تمتلكها قوي الثورة
الوطنية والإسلامية هي منابر ضعيفة غير مسموعة بالقدر الذي يواجه إعلام
الفلول والمارينز والذي يتم الإنفاق عليه بشكل مفتوح وضخم للغاية، وعلي
سبيل المثال روجت قناة «الجزيرة مباشر مصر» وروجت صحف ومواقع للفلول أمس
معلومة تقول أن السعودية ستقطع بالسيف رأس المحامي أحمد الجيزاوي خلال
48ساعة بعد محاكمته وإدانته بتهريب مخدرات، وعندما استفسرت وزارة الخارجية
عن ذلك اتضح لها أن المملكة لم تقدم المذكور بعد للمحاكمة، هذه هي
أكاذيبهم التي يستهدفون من خلالها دولة الثورة الوليدة.
و«إعلام المارينز» بما يفعله
ونراه من ترويج للقصص المفبركة والوقائع المغرضة وتضخيم لأية سلبية، هذا
الإعلام يمهد بذلك الأرض للدكتور البرادعي بحيث يتولي رئاسة الوزراء
وعندما يتولاها لا توجد قوي تستطيع أن تعزله من تلك الرئاسة لكون أن وراءه
مؤسسات إعلامية وسياسية عملاقة في الغرب الصهيوني الأمريكي، وداخل مصر
ستدعمه كل منابر المارينز والفلول الإعلامية، مقابل تشويهها لرئيس مصر
المنتخب وإظهاره في صورة الألعوبة بأيدي البرادعي، وبالتالي الإساءة
للرئيس المنتخب الدكتور «مرسي» وهز صورته في عيون الناس، والإدعاء عليه
بأنه سلم الوطن لرجال أمريكا مستغلة سلبيات بالكوم لدي البرادعي عضو
مجموعة الأزمات الدولية الأمريكية الصهيونية الخطيرة، إضافة إلي أن اختيار
البرادعي لرئاسة الوزراء أمر غير منطقي لكون أن رئيس مصر لديه برنامج وهو
«مشروع النهضة» إلي جانب اتفاقات مع من ارتضاهم شركاء له في مسيرته،
واختيار البرادعي وبرنامجه هو الآخر سينسف كل ما ينوي دكتور مرسي تحقيقه
لكون أن البرنامجان يسيران بالتوازي ولن يلتقيان أبداً.
وربما من قبل اشرنا كيف تم
استبعاد دكتور محمد البرادعي من الترشيح لموقع الرئيس عقب اتفاق مخابراتي
مصري أمريكي للتعتيم علي فضيحة وجريمة كبري أرتكبتها واشنطن في مصر، تلك
الجريمة الأمريكية تزامنت مع وصول جيمي كارتر رئيس أمريكا الأسبق للقاهرة
بهدف مراقبة الانتخابات البرلمانية الأخيرة لمجلس الشعب، وصدرت أوامر من
واشنطن عقب تلك الجريمة بناء علي الاتفاق المشترك بين القاهرة وواشنطن
صدرت تلك الأوامر من واشنطن للدكتور محمد البرادعي بالانسحاب من خوض
الانتخابات الرئاسية، وبالفعل في أعقاب تلك الأوامر قال الرجل لواشنطن
عندما طالبته بالانسحاب لبيك وانسحب وترك أنصاره يضربون أخماس في أسداس
حتى الآن.
أيها السادة والسيدات أننا
انتخبنا الدكتور محمد مرسي كقائد لثورتنا، ومن حقنا أن نطالبه بعدم
تسليمها لرجال واشنطن وتل أبيب، ونلفت انتباه السيد الرئيس أن دكتور
البرادعي - مع تقديرنا لشخصه - لو كان مكانه الفائز بالموقع الرئاسي ما
كان يفكر في أي عنصر إسلامي لرئاسة الحكومة، ومن هنا فالحذر واجب من أجل
أمن مصر القومي لأن اختيار دكتور البرادعي سيكون خطأ قاتل اللهم ما بلغت
اللهم فأشهد.
كتبه : صلاح بديوي