كتب : طه كمال الأزهري
من الكوارث التي لم تخطر ببال أحد أن يجد الفريق أحمد شفيق هذا التأييد من المصريين ، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الثورة المصرية لم تكن ثورة في الأصل وإنما كانت تخريب ودمار كما يسميها أتباع النظام الفاسد البائد ، والعقل لا يستوعب هذه الأخبار المتلاحقة عن فوز شفيق في كثير من المحافظات وتصدره ، بل كنا نعجب من أن يكون في المرتبة العاشرة فكيف إن وجدناه في المرتبة الأولى ؟؟ !! شيء لا يُصدق ، والقلب ينزف دموعا كالدم ، الثورة التي فرح الشعب المصري بها ، والتي ضحى خيرة الشباب من أجل نجاحها ، والتي تعلقت بها امال للمستقبل لا تُعد ولا تُحصى ، تأتي النتائج الانتخابية لتحطم كل هذه الامال وتقضي على جميع الأحلام ، وتقول " نعم للفلول ولا للثورة " هذه هي الحقيقة التي سطرتها نتائج الانتخابات الرئاسية ، ولا يشعر بالمأساة إلا من رأى خيرا في الثورة ، ولا يشعر بالكبت إلا من رأى نورا في هذه الظلمات التي مرت علينا في أيام مبارك المخلوع رأس الفلول .
الفريق شفيق ، الذي قام مبارك بتعيينه قائدا للقوات الجوية ، وقام مبارك بتعيينه رئيسا للمطار ، وقام بتعيينه أخيرا رئيسا للوزراء ، وهاهو مبارك يضع اللمسة الأخيرة فيقول شفيق سيصبح رئيسا للجمهورية ، " يالا العار والشنار يا شعب مصر " ، هل أحمد شفيق هو من سيقتص من قتلة الثوار وهو من معارضي الثورة ؟؟؟ هل أحمد شفيق هو الذي سيحكم بالإعدام على مبارك وأعوانه وهو من عينه ورفع شأنه في الدولة ؟؟؟؟ هل أحمد شفيق هو الذي سيقوم بتطبيق العدالة الإجتماعية وهو لا يعرف شيئا عن العدالة ولا يعرف كيف يعيش الشعب المصري ؟؟؟ أسئلة واستفسارات لابد وأن توضع حولها جميعا علامات استفهام ؟؟
كل من يعرف بالنتائج يكاد يُصدم من هول المصيبة ، ويكاد يُصرع من هول الكارثة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
والله إن كنت أختلف مع التيارات الإسلامية كلها وأرفض المسميات ، ولكني الان أتمنى أن يفوز بها محمد مرسي على الأقل لم يكن يوما من الفلول بل كان معارضا لهم ، ولم يقل يوما بأنه سيقضي على الشريعة بل وضع في برنامجه السير والتطبيق لها ، فإنتخاب الدكتور محمد مرسي الان في هذه المرحلة شيء لابد منه ، وإن كانت هناك مساويء من هذا الانتخاب كأن يسيطر تيار الاخوان على كل أنظمة الدولة فهذا أهون من رجوع الفلول وتمكنهم من الإفلات من العقاب ، وإن كان في إنتخاب مرسي العمل من اجل جماعة الاخوان فقط وليس للشعب ككل كما فعل البرلمان فهذا أهون من العمل لصالح الفلول وسرقة البلاد وتعذيب العباد والقضاء على كل تقدم ملموس أو متوقع .
خلاصة الأمر : أن هذه المرحلة بالذات تحتاج من القوى الإسلامية وغير الإسلامية التوحد وتسوية الصفوف ونبذ الخلافات ، حتى وإن كان هناك غير مسلمين كالنصارى مثلا فيجب علينا جميعا المحافظة على ثورتنا ، ويجب علينا جميعا أن ندعم من نراه سيحقق مطالب الثورة وامال الشعب المصري ، فلنختار اخف الضررين إن صح التعبير من بعض الأطراف ، فالدكتور محمد مرسي أفضل بكثير جدا من مرشح يريد عودة الفلول وعودة الظلم والاستبداد وقهر الثوار وموت الشعب المصري .
وإن حدث وتولى شفيق الرئاسة فهي الثورة مرة أخرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق