صلاح بديوي
المرة الوحيدة التي التقينا فيها الفنان عادل إمام وجها ً لوجه كانت في
مؤتمر بنقابة الصحفيين تعقده جمعية مصر للحوار ،تلك الجمعية التي كان
يقودها دكتور محمد سليم العوا ،وكانت تتكون من عناصر قريبة من حزب الوسط
ومؤسسه المهندس ابو العلا ماضي ،وعلي ما نتذكر حدث ذلك القاء قبيل عشرة
أعوام ،ووقتها بأغتنا عادل إمام بتحمسه للفتي جمال مبارك وصحبه ،وأمله ان
يتولوا قيادة مصر ،وقال قولته الشهيرة ،التي عبر خلالها عن تراث مصري شعبي
متوارث ،عبر عنه بالعامية قائلاً "اللي نعرفوا أفضل من اللي ما
نعرفهوش"وذلك مستغلاً أسلوبه الساخر والضاحك الشهير.
وبعدها أنطلق عادل امام ومعه ثلة كبيرة من الفنانين يروجون لتوريث الحكم لجمال مبارك وذلك بشكل علني عبر الفضائيات متعددة الجنسيات والإنتماءات ،ونتذكر أننا استمعنا الي إحدي الفنانات تقول في احد البرامج علي شاشة التليفزيون المصري أن لديها طفلان و لن تأمن علي مستقبلهما إلا في حالة تولي جمال مبارك الحكم .
وكما كان صاحب أعمال" الزعيم" و "الهلفوت" و"النوم في العسل"..الخ يروج لعملية توريث الحكم لجمال مبارك في وطننا ،ويهيم عشقاً بحكم مبارك وبأسرته ،ويعلن في كل أعماله الفنية العداء لمن يهددون حكم مبارك ،ومن بينهم الجماعات الإسلامية ،كانت اسرة مبارك تبادل عادل إمام بطل "الهلفوت" المشاعر ،وتغدق عليه بمنحها وعطاياها وكان الإعلام المصري الرسمي يعتبره النجم الأول للسينما والمسرح ،وحتي بعد ان دخل الولد الصعيدي في الجامعة الأمريكية محمد هنيدي مجال الفن وأكتسح بموهبته عالم الكوميديا ،وبالتالي جعل من عادل امام صاحب مدرسة المشاغبين موضه وانتهت ،ظل عادل إمام يعتمد علي دعم نظام مبارك له ،ويستثمر ذلك بكافة السُبل .
وفي المطلق نري أن الثلاثة عقود الماضية التي تولي خلالها المخلوع حسني مبارك حكم مصر،لم نري فيها أية أعمال فنية جادة تستحق ان نتوقف عندها ،ربما إلا القليل من الأعمال التي نستطيع أن نقول عنها أنها تعبر عن ضمير المجتمع وقيمه،فكما أفسد "مبارك" الحياة السياسية بمصر ،كان عادلاً في عمليات الإفساد حيث أمتدت الي كافة انحاء الحياة في مصر ،لتتفشي في المجتمع الأعمال الفنية الإستهلاكية الهابطة علي شاكلة بحبك ياحمار،وكان من الطبيعي أن نري أفلام إستهلاكية تستهدف الربح لا اكثر ،وتعتمد علي الإثارة والخروج علي قيم المجتمع وعلي تراثة وثقافته القومية والوطنية ،ومن هنا تراجعت قيمة الأعمال الفنية المصرية في المهرجانات العالمية ،بينما رأينا دولة مثل ايران علي الرغم من وجود نظام إسلامي فيها ،رأينا رجال الفن ونساءه فيها يحرزون جوائز في اكثر المهرجانات العالمية أهمية وشهرة ونجاحاً .
ونتذكر أنه في ظل هذا المناخ الفاسد الذي أوجده نظام مبارك ، تنافس دعاة الفن والثقافة علي صب جام غضبهم تجاه التيار الإسلامي ورموزه ومحاولة تشويه صورته وهزها في عيون الناس ,وبدلاً من جعل الفن يعبر عن المجتمع قاموا بتسخيره لخدمة توجهات نظام مبارك التي تعتمد علي التبعية والتطبيع وتصفية القطاع العام وفتح مصر امام المغامرين والسماسرة وضرب الرأسمالية الوطنية التي تستهدف بناء هذا الوطن ،وهنا برز عادل امام في فيلم " الإرهابي" وهو الفيلم الذي أنتج سنة 1994م وتولي عادل دور البطولة فيه ، ويعد من الأفلام السياسية ،ومن تأليف الكاتب لينين الرملي وإخراج نادر جلال.
وهذا الفيلم أساء بالفعل للإسلاميين،لكن بالنسبة للإسلام فأن الإجتهادات حول أساءة الفيلم اليه من عدمه تتعدد،وعلي كل يتوجب علينا أن نفرق بين أنفسنا وبين الإسلام, ورغم اننا ضد عادل إمام وما ينشره من هبوط فكري واخلاقي إلا اننا كُنا نتطلع أن يتريث من رفعوا دعوي قضائية ضد هذا الممثل مؤخراً،وتسببوا في صدور حكم اولي بحبسه ثلاثة أشهر ،لكون أنهم من خلال رفعهم لتلك الدعوي منحوه فرصة جدية في أن يستعيد عافيته ويخرج من طور النسيان،بدلاً من أن يتركوه ينام في العسل ،بعد أن أنهت ثورة 25يناير علي ظاهرة عادل إمام وأنهت النجومية غيرالحقيقية لعدد كبير من أبناء جيله بعد أن أعلنوا إنحيازهم لعصر الرئيس المخلوع وتعاطفهم معه وكانت النتيجة ان لفظهم الشعب،ولعل أخطر شيء في تلك القضية أنها تسببت في خروج جماعات تصطاد الأخطاء للتيار الإسلامي ورموزه لكي تتخذ من عادل امام باسم حرية الرأي كبش فداء ،وتصفه بالزعيم علي اسم احد اعماله المسرحية علي الرغم من ان له عمل اخر بأسم "الهلفوت".
ومن هنا نناشد الأخوة الذين اقاموا الدعوي القضائية ضد عادل إمام ان يسحبوها مرة اخري ويتركوا صاحب الهلفوت "عادل امام" الان للنسيان ،لكون أن الثورة المصرية امامها اعمال كثيرة اهم من مطاردة فنان بسبب تصريح او عمل فني ،و يتوجب علي ابناء الثورة ان يتضامنوا من أجل تحقيق مطالب الثورة ،بدلاً من ان يشغلوا أنفسهم في معارك جانبية لاتوجد مبررات شرعية عاجلة لإفتعالها الآن ،ولاتغني ولاتثمن جوع .
وفي تقديرنا أن من رفعوا تلك الدعوي ،وبالتحديد بعد قيام ثورة 25يناير المجيدة ،ووصول ابناء التيار الإسلامي للسلطة ،أساءوا بفعلتهم تلك للحركة الإسلامية، وأظهروا أبناء التيار الإسلامي وكأنهم يتربصون بالفن والثقافة بشكل عام ،ويتحينون الفرصة لتنفيذ مخطط جاهز لديهم،أوكأنهم سيعيدون مصر لعصر الجاهلية ،علي الرغم من أن الإسلام هو النور كله كما نعلم ولذلك لايليق بأبناء التيار الإسلامي أن يجدوا أنفسهم في هذا المأزق الآن ،في وقت سن فيه الكثيرين السكاكين لأبناء التيار الإسلامي محاولين النيل منهم وتشويه صورة الإسلام كدين وحضارة ،وليس تشويه صورة الإسلاميين فقط كما تعتقد بعض التيارات الإسلامية او الجماعات.
وبعدها أنطلق عادل امام ومعه ثلة كبيرة من الفنانين يروجون لتوريث الحكم لجمال مبارك وذلك بشكل علني عبر الفضائيات متعددة الجنسيات والإنتماءات ،ونتذكر أننا استمعنا الي إحدي الفنانات تقول في احد البرامج علي شاشة التليفزيون المصري أن لديها طفلان و لن تأمن علي مستقبلهما إلا في حالة تولي جمال مبارك الحكم .
وكما كان صاحب أعمال" الزعيم" و "الهلفوت" و"النوم في العسل"..الخ يروج لعملية توريث الحكم لجمال مبارك في وطننا ،ويهيم عشقاً بحكم مبارك وبأسرته ،ويعلن في كل أعماله الفنية العداء لمن يهددون حكم مبارك ،ومن بينهم الجماعات الإسلامية ،كانت اسرة مبارك تبادل عادل إمام بطل "الهلفوت" المشاعر ،وتغدق عليه بمنحها وعطاياها وكان الإعلام المصري الرسمي يعتبره النجم الأول للسينما والمسرح ،وحتي بعد ان دخل الولد الصعيدي في الجامعة الأمريكية محمد هنيدي مجال الفن وأكتسح بموهبته عالم الكوميديا ،وبالتالي جعل من عادل امام صاحب مدرسة المشاغبين موضه وانتهت ،ظل عادل إمام يعتمد علي دعم نظام مبارك له ،ويستثمر ذلك بكافة السُبل .
وفي المطلق نري أن الثلاثة عقود الماضية التي تولي خلالها المخلوع حسني مبارك حكم مصر،لم نري فيها أية أعمال فنية جادة تستحق ان نتوقف عندها ،ربما إلا القليل من الأعمال التي نستطيع أن نقول عنها أنها تعبر عن ضمير المجتمع وقيمه،فكما أفسد "مبارك" الحياة السياسية بمصر ،كان عادلاً في عمليات الإفساد حيث أمتدت الي كافة انحاء الحياة في مصر ،لتتفشي في المجتمع الأعمال الفنية الإستهلاكية الهابطة علي شاكلة بحبك ياحمار،وكان من الطبيعي أن نري أفلام إستهلاكية تستهدف الربح لا اكثر ،وتعتمد علي الإثارة والخروج علي قيم المجتمع وعلي تراثة وثقافته القومية والوطنية ،ومن هنا تراجعت قيمة الأعمال الفنية المصرية في المهرجانات العالمية ،بينما رأينا دولة مثل ايران علي الرغم من وجود نظام إسلامي فيها ،رأينا رجال الفن ونساءه فيها يحرزون جوائز في اكثر المهرجانات العالمية أهمية وشهرة ونجاحاً .
ونتذكر أنه في ظل هذا المناخ الفاسد الذي أوجده نظام مبارك ، تنافس دعاة الفن والثقافة علي صب جام غضبهم تجاه التيار الإسلامي ورموزه ومحاولة تشويه صورته وهزها في عيون الناس ,وبدلاً من جعل الفن يعبر عن المجتمع قاموا بتسخيره لخدمة توجهات نظام مبارك التي تعتمد علي التبعية والتطبيع وتصفية القطاع العام وفتح مصر امام المغامرين والسماسرة وضرب الرأسمالية الوطنية التي تستهدف بناء هذا الوطن ،وهنا برز عادل امام في فيلم " الإرهابي" وهو الفيلم الذي أنتج سنة 1994م وتولي عادل دور البطولة فيه ، ويعد من الأفلام السياسية ،ومن تأليف الكاتب لينين الرملي وإخراج نادر جلال.
وهذا الفيلم أساء بالفعل للإسلاميين،لكن بالنسبة للإسلام فأن الإجتهادات حول أساءة الفيلم اليه من عدمه تتعدد،وعلي كل يتوجب علينا أن نفرق بين أنفسنا وبين الإسلام, ورغم اننا ضد عادل إمام وما ينشره من هبوط فكري واخلاقي إلا اننا كُنا نتطلع أن يتريث من رفعوا دعوي قضائية ضد هذا الممثل مؤخراً،وتسببوا في صدور حكم اولي بحبسه ثلاثة أشهر ،لكون أنهم من خلال رفعهم لتلك الدعوي منحوه فرصة جدية في أن يستعيد عافيته ويخرج من طور النسيان،بدلاً من أن يتركوه ينام في العسل ،بعد أن أنهت ثورة 25يناير علي ظاهرة عادل إمام وأنهت النجومية غيرالحقيقية لعدد كبير من أبناء جيله بعد أن أعلنوا إنحيازهم لعصر الرئيس المخلوع وتعاطفهم معه وكانت النتيجة ان لفظهم الشعب،ولعل أخطر شيء في تلك القضية أنها تسببت في خروج جماعات تصطاد الأخطاء للتيار الإسلامي ورموزه لكي تتخذ من عادل امام باسم حرية الرأي كبش فداء ،وتصفه بالزعيم علي اسم احد اعماله المسرحية علي الرغم من ان له عمل اخر بأسم "الهلفوت".
ومن هنا نناشد الأخوة الذين اقاموا الدعوي القضائية ضد عادل إمام ان يسحبوها مرة اخري ويتركوا صاحب الهلفوت "عادل امام" الان للنسيان ،لكون أن الثورة المصرية امامها اعمال كثيرة اهم من مطاردة فنان بسبب تصريح او عمل فني ،و يتوجب علي ابناء الثورة ان يتضامنوا من أجل تحقيق مطالب الثورة ،بدلاً من ان يشغلوا أنفسهم في معارك جانبية لاتوجد مبررات شرعية عاجلة لإفتعالها الآن ،ولاتغني ولاتثمن جوع .
وفي تقديرنا أن من رفعوا تلك الدعوي ،وبالتحديد بعد قيام ثورة 25يناير المجيدة ،ووصول ابناء التيار الإسلامي للسلطة ،أساءوا بفعلتهم تلك للحركة الإسلامية، وأظهروا أبناء التيار الإسلامي وكأنهم يتربصون بالفن والثقافة بشكل عام ،ويتحينون الفرصة لتنفيذ مخطط جاهز لديهم،أوكأنهم سيعيدون مصر لعصر الجاهلية ،علي الرغم من أن الإسلام هو النور كله كما نعلم ولذلك لايليق بأبناء التيار الإسلامي أن يجدوا أنفسهم في هذا المأزق الآن ،في وقت سن فيه الكثيرين السكاكين لأبناء التيار الإسلامي محاولين النيل منهم وتشويه صورة الإسلام كدين وحضارة ،وليس تشويه صورة الإسلاميين فقط كما تعتقد بعض التيارات الإسلامية او الجماعات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق