لا
أظن أنني في حاجة إلى بيان أهمية وضوح موقف الإسلام من هذه القضية في نفوس
البقية التي تخاف الله في هذا البلد..أما الذين لا يخافون الله فلا نتوجه
إليهم بخطاب، لأنهم لا يعنيهم حكم شريعة الله بعد أن استبدت بهم أهواءهم
ومصالحهم " نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِمْ
بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيد" سورة ق الآية 45.
وأتوجه بالبيان إلى ثلاث طوائف:
أولاً: ـ نساء مسلمات يحملن وهن غير راغبات في إتمام الحمل.
ثانياً: ـ أطباء مسلمون يطلب منهم أحياناً أن يقوموا بعمليات الإجهاض.
ثالثاً: ـ علماء من أهل الفتوى في الدين يتعرضون للسؤال عن حِل ذلك أو حرمته.
وليس
هذا الموضوع ترفاً علمياً أو بحثاً نظرياً... ولكنه مسألة مما تعم به
البلوى في هذه الأيام، فقد وفدت علينا من الغرب وافدات كالحمى بمشروعات
ينفق عليها بسخاء من قبل تلك الدول ولا ندري ما وراءها من مقاصد يخفونها
وإن كانت للمؤمنين فراسة.
1-
ومن الجدير بالذكر أنه إلى عهد قريب كان الإجهاض لأي سبب غير درء ضرر محقق
يهدد صحة الأم أو حياتها كان الإجهاض لأي سبب غير ذلك في تلك الدول مجرماً
بالقانون، ثم عدلوا قوانينهم التي صنعوها بأيديهم وأباحوا إجهاض الحوامل
عند طلبهن لغير ما سبب وسموه الإجهاض الاختياري Elective abortion (voluntary)،
وصار الإجهاض الاختياري وسيلة معترفاً بها من وسائل تنظيم النسل في تلك
المجتمعات، ثم أسرعت تلك العدوى إلى مجتمعاتنا عن طريق التقليد الذي لا
يعصمه خشية الله إلى معرفة حدوده.
2- ويعلق على ذلك الأستاذ: T.N.A.
أستاذ التوليد وأمراض النساء بجامعة ليفربول في المملكة المتحدة بقوله ما
ترجمته: " لا ينبغي أن تكون الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية مقبولة
لتسويغ الإجهاض عند الطلب وذلك للأسباب الآتية:
أولاً: ليس من المقبول طبياً أن نُعَرض المريضة لمخاطر عملية جراحية أو تحطيم حياة جنينها "or destroy the life of her body" لمجرد تحسين وضعها المالي أو سمعتها العائلية.
ثانياً:
بالرغم من إباحة القانون للإجهاض عند الطلب... فإن هذا القانون لن يستطيع
أن يجعله سائغاً أخلاقياً بالنسبة لمهنتي الطب والتمريض اللتين من أوليات
واجباتهما النظر في الاعتبارات المتعلقة بالصحة البدنية والعقلية للمريضة.
ثالثاً:
إن الإجهاض حسب الطلب ضد كل الممارسات الجراحية، حيث أن المريضة هي التي
تقرر حتى تكون العملية ضرورية، وهي لا تدرك مدى الأضرار والعواقب ثم يُعقب
بعد ذلك بذكر قائمة المخاطر المترتبة على عملية الإجهاض ولخصها فيما يلي:
المخاطر المترتبة على الإجهاض
1ـ
نفسياً.. إن غريزة الأمومة من القوة بحيث يعقب هذه العملية ندم دائم
وتأنيب للضمير فيما بين 25% إلى 50% حين تكون الدواعي غير طبية.
2ـ يمكن أن يعقب العملية واحد أو أكثر من المضاعفات الآتية:
أ
ـ النزيف والصدمة الجراحية. مما قد يؤدي إلى وفاة المريضة بنسبة تتراوح
بين ثلاثة إلى ثمانية في كل عشرة آلاف حالة. وتصل هذه النسبة إلى ثلاثة في
كل ألف إذا كانت العملية مصحوبة بفتح البطن (عشرة أضعاف النسبة الأولى).
ب ـ تصل نسبة الحالات المرضية المترتبة إلى 15%.
ج ـ تُمزق عنق الرحم ـ مما قد يؤدي إلى تكرار الإجهاض بعد ذلك تلقائياً.
د ـ خرم أو انفجار الرحم فيما لا يقل عن 0.5%. وقد تؤدي إلى إصابات في الأمعاء أو المثانة وغيرها من محتويات البطن.
هـ ـ الالتهابات المختلفة في الرحم والبوقين والمبيضين والحوض وهذه قد تؤدي إلى الصدمة العفنة Septic shock، وقد تؤدي هذه الالتهابات إلى العقم الدائم في نسبة تتراوح ما بين 2%، 3%.
بالنسبة للمجتمع:
أ ـ تدهور الأخلاق والفوضى الجنسية والأمراض المعدية.
ب ـ 50? من الذين سبق أن أجريت لهم عمليات إجهاض يعودون لطلب عمليات إجهاض أخرى متكررة.
ج ـ في كثير من البلدان تزيد نسبة حالات عمليات الإجهاض حسب الطلب على حالات الولادة.
د
ـ تعوق كثرة حالات طلب الإجهاض كثيراً من الخدمات المطلوبة من المستشفيات
لحالات خطيرة من أمراض النساء لاحتلالها نسبة من الأسرة المتاحة
بالمستشفيات.
هذه
المخاطر وغيرها يعرفها كل أطباء التوليد وأمراض النساء الذين يتعرضون
لإجراء هذه العملية ولست أسردها لهم، ولكني أسردها لهؤلاء الضحايا اللائي
يسعين إلى إجهاض أنفسهم غير مقدرات أو جاهلات وقد تُغرر بهن حملات الترويج
فتخفي عنهن تلك المخاطر ثم أنهن بعد ذلك على أنفسهن بصيرات.
وإذا
فرضنا جدلاً، أنها عملية مأمونة العواقب في الدنيا وأنه لا ضرر منها على
صحة الأم فإنه يبقى بعد ذلك ما هو أشد المحاذير، ألا وهو العدوان على نفس
محترمة ذات حياة مستقرة في قرار مكين.
القرآن يسبق علم الأجنة:
تمهيد
من حقائق علم الأجنة في الإنسان " مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ للهِ وَقَارًا
* وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا " سورة نوح الآية 13-14، " أَيَحْسَبُ
الإِنْسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ
يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى* فَجَعَلَ مِنْهُ
الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى " سورة القيامة الآية 36-39.
"
فَلْيَنْظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ *
يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ " سورة الطارق الآية 5-7،
" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ13. ثُمَّ
جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِين " سورة المؤمنون الآية12-13، "
وَنُقِرُّ فِي الأرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ
نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ " سورة الحج الآية
5، " هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم " سورة آل عمران: الآية 6، "
وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوءٍ وَلاَ
يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن
كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِر" سورة البقرة الآية 228.
-
يتكون المخلوق الجديد أو إنسان المستقبل من اندماج خليتين مختزلتين تأتي
إحدى الخليتين من خصية الأب والخلية الأخرى من مبيض الأنثى (الأم) وماء
الرجل يحتوي على ملايين من هذه الخلايا، تهلك جميعها إلا واحداً يستطيع أن
يقتحم جدار خلية الأنثى، والأنثى لا تفرز إلا خلية واحدة من مبيضها كل شهر
عادة في اليوم الرابع عشر السابق على الدورة التالية، وإذا لم تلتق
الخليتان في غضون فترة محددة فإنهما يتلاشيان فخلية الأنثى لا تستطيع أن
تنتظر أكثر من 18-24 ساعة دون تلقيح، وخلية الرجل لا تستطيع أن تلقح خلية
الأنثى إذا مضى من عمرها أكثر من 72 ساعة ثم تهلك بعد ذلك.
يتم هذا الاندماج عادةً في طرف القناة الرحمية القريب من المبيض، ثم تبدأ هذه الخلية الاندماجية أو الـ (zygote) في الانقسام وهي في طريقها إلى التجويف الرحمي الذي تصله عادةً قبل نهاية الأسبوع، وقد تكون قد وصلت إلى طور الحوصلة(Blastocyst) والبويضة (ovum)
كما تسمى في هذا الطور لها قابلية الانغراس أو الاندغام في جدار الرحم،
فإذا لم تتمكن من الإندغام لسبب أو لأخر فإنه تهلك أو تخرج من الطرف الأخر
للرحم مع إفرازات المهبل.
- أما إذا تمكنت من الإنغراس أو الإندعام في جدار الرحم (Implantation) فإنها تسمى حينئذ جنيناً (Embryo) ويبدأ الجنين وأغلفته في التطور والنمو.
2- يقول (john new son) توجد نقطة هامة ونضجه في تطور الجنين، ذلك أنه في غضون أربعة أسابيع يكون الجنين مشتملاً على كل أجهزته المعروفة.
A straight forward point about development is that in rewetting like recognized orkans"
وتستمر هذه الأعضاء في النمو والنضج، وعملية التكوين هذه عملية متصلة وبعض هذه الأجهزة لا يتم نضجه إلا بعد الولادة.
متى يعتبر الجنين كائناً حياً:
ولقد
طرح السؤال التالي في ندوة أقيمت في سنة 1970م عن الأسرة ومستقبلها في
العالي الغربي "هناك نقطة يجب الالتفاف عليها متى يمكننا علمياً أن نعتبر
الجنين بشري كائناً حياً خصوصاً وأنه لم يعد هناك غموض يحيط به نريد أن
نعرف بأمانة متى يعتبر الجنين (the embryo) (a person) من هذه اللحظة فصاعداً لا نصيبه بسوء أو على الأقل نحميه كما نحمي أي إنسان حي أخر".
- فردت عليه إحدى المشتركات في الندوة الجواب الآتي "هناك عدت نقاط تحتمل الأخذ بها"
1- لحظة الميلاد، وهذه تبدو عند معظم الناس متأخرة للغاية".
2- إحساس الأم بحركة الجنين حين يبدأ الجنين يتحرك بدرجة تدركها الأم، وحين تحس الأم أنها تحمل في أحشائها جنين وإنساناً(Human person)
3 ـ لحظة الانغراس أو الاندغام في جدار الرحم (Time of implantation)
4 ـ لحظة تلقيح البويضة:
ومن وجهة نظر منع الحمل فإن معظم الناس يوافقون على وسيلة تمنع اندغام البويضة prevented implantation)
(ولا يوافقون على ما يؤدي إلى الإجهاض بعد الاندغام فوضعتهم هذه المتحدثة
أمام اختيار منطقي، ورغم أن كثيرين من أعضاء الندوة حاول أن يزوغ من
الإجابة إلا أن أحدهم وهو الأستاذ((Ettore Rossi حسم الأمر بقوله:
ما ترجمته
In Switzerland we consider the moment of implantation into the uterus as beginning of Human life
"
نحن في سويسرا نعتبر لحظة الاندغام في الرحم هي بداية حياة الإنسان"
وتحاشياً للإطالة في النقل من شواهد علم الأجنة التي يعرفها كل الأطباء
العاملين في التوليد وأمراض النساء فإني أعود لأقارن بين هذه الحقائق
العلمية وبين النظرة الإسلامية:
بمراجعة الآيات التي صدرنا بها هذا التمهيد مع المراحل التي ذكرناها بعد نلاحظ ما يلي:
1ـ أن الله خلق الإنسان أطواراً.
2
ـ يبدأ بالماء الدافق من الرجل، وهو مئات الملايين في الدفقة الواحدة،
ينجح واحد منها في تلقيح خلية الأنثى المنتظرة، ولا يمكن ولاية خلية منها
بذاتها أن تتطور إلى إنسان فلا يمكن اعتبار هذا الطور هو الإنسان.
3 ـ الخلية الملحقة أيضاً تتطور إلى طور الحوصلة (Blastocyst) ولا تعدوه إلا بعد الاندغام، فلا يمكن اعتبار هذا الطور هو الإنسان ما لم يندغم.
4 ـ بعد اندغام الحوصلة (Blastocyst)
في جدار الرحم تبدأ الحياة في القرار المكين كما عبر عنه القرآن مرة وفسره
مراراً بأنه الرحم " يُصَوِّرُكُمْ فِي الأرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ " سورة
آل عمران الآية 6 " مَا خَلَقَ اللهُ فِي أَرْحَامِهِنّ " سورة البقرة
الآية 228، فإذا أقر الله في الرحم ما يشاء كان هذا هو إنسان المستقبل
الذي يتربى في الرحم ثم يخرج طفلاً ثم يبلغ أشده ثم يكون شيخاً، وهو بيان
دقيق لما اكتشفه علم الأجنة كما سبق توضيحه.
-
ويترتب على ذلك بناء كل الأصول الشرعية الثابتة أن نرعى حرمة حياة الجنين
منذ اللحظة التي يستقر فيها في جدار الرحم، كما نرعى حرمة حياته في أطواره
التي تلي ذلك حين يولد طفلاً ويشب يافعاً ويهرم شيخاً، وكما سبق أن ذكرنا،
أن عملية التكوين مستمرة متصلة إلا أن يعدو عليها عاد حتى توفى أجلها.
-
وحرمة حياة الإنسان مقرورة شرعاً بصورة مؤكدة لدرجة أن العدوان على نفس
واحدة يعتبر حسب التعبير القرآني عدواناً على الإنسانية جميعاً " مِنْ
أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ
نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ
النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ
جَمِيعًا " سورة المائدة الآية 32، " وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ
اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا " سورة النساء الآية 29).
الفقهاء يجمعون على تحريم العدوان على حياة الجنين
8-
وقد اتفق الفقهاء جميعاً على تحريم العدوان على حياة الجنين وفي كتاب
التشريع الجنائي الإسلامي استعراض مستفيض لأحكام هذه الجناية.. واكتفى
بنقل بعض عباراته ولكن ذلك لا يغني عن قراءة الباب كله من مصدره.
"ولكن
اختلاف الفقهاء في التعبير عن الجناية ليس له أهمية لأن ما يقصده هؤلاء من
تعبيرهم هو ما يقصده الآخرون بالذات ومحل الجناية عندهم جميعاً هو إجهاض
الحامل والاعتداء على حياة الجنين أو هو كل ما يؤدي إلى انفصال الجنين عن
أمه" ولا يشترط في الفعل المكون للجناية أن يكون من نوع خاص فيصح أن يكون
عملاً ويصح أن يكون قولاً" ويصح أن يقع الفعل المكون للجناية من الأب أو
الأم أو من غيرهما وأيا كان الجاني فهو مسئول عن جنايته ولا أثر لصفته على
العقوبة المقررة".
"والرأي
الذي يجب العمل به اليوم بعد تقدم الوسائل الطبية أنه إذا أمكن طبياً
القطع بوجود الجنين وموته بفعل الجاني فإن العقوبة تجب على الجاني، وهذا
الرأي لا يخالف في شيء رأي الأئمة الأربعة لأنهم منعوا العقاب للشك فإن
زال الشك وأمكن القطع وجبت العقوبة".
-
وينبغي أن ندرك أن الحمل يمكن إثباته بالوسائل العلمية الحديثة في كل
مرحلة من مراحله، سواء منها المراحل المبكرة أو المراحل المتأخرة.
متى تدب الحياة في الجنين:
ولقد
فهم بعضهم خطأ أن الحياة تدب في الجنين بعد 120 يوماً حين تحس الأم بحركته
وزعم أن هذا الفهم مأخوذ من قوله - صلى الله عليه وسلم - "أن أحدكم يجمع
خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة
مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح.. " إلى أخر الحديث.
والحقيقة
أن هذا الفهم لم يؤخذ من الحديث الشريف ولكن أخذ من مستوى المعلومات
الطبية في ذلك الزمان، والحديث صادق دائماً لا يتخلف عن علوم أي زمان مهما
تطورت وتقدمت ولم يذكر الحديث أن الحياة تدب في الإنسان بعد 120 يوماً،
ولكنه ذكر نفخ الروح، ونفخ الروح أمر غيبي لا نعرف كنهه.،
وقد انتهى الشيخ شلتوت من نقاش هذه المسألة إلى الجملة التالية:
"ولعل
العلماء الذين نفوا الحياة قبل نفخ الروح يريدون هذه الحياة الظاهرة وهم
في الوقت نفسه لا ينكرون أن المادة حية، وأن حياتها تمكنها من الاتصال
بماء المرأة "البويضة" ومن هنا نستطيع أن نقرر أن اختلاف العلماء في جواز
الإسقاط في مبدأ الحمل مبني على عدم التنبه لهذه الإحاطة بها.. أو أن حرمة
الإسقاط في تلك الحالة ليست كحرمته عند تكامل الخلق والإحساس بالحمل وإذن
تكون المسألة ذات اتفاق بينهم على حرمة الإسقاط في أي وقت من أوقات الحمل".
"والعلة
في عدم إقامة الحد على الحامل إن في إقامة الحد عليها في حال حملها
إتلافاً لمعصوم وهو الحمل ولا سبيل إليه، وإذا كانت هي غير معصومة من
إقامة الحد فإن من القواعد الأساسية أن لا تزر وازرة وزر أخرى، وألا تصيب
العقوبة غير الجاني، والعقوبة التي تصيب الحامل تتعدى إلى حملها".
فليتق
الله، كل أم تسعى إلى إسقاط جنينها وكل أب يأذن في ذلك وكل طبيب يتعرض
لهذه الحالات وكل صاحب رأي مطاع، وليعلموا أن الاشتراك في هذه الجناية
بفعل أو قول أو إقرار سيحاسبهم الله - تعالى -عليه وإن أغفل حسابهم
القانون ألا هل بلغت اللهم فأشهد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق