الاثنين، 23 أبريل 2012

المخطط الإسرائيلي في كتاب " سيناء العبور إلى المستقبل "

غلاف العدد
كتب – د. عبد الرحيم ريحان


صدر عن دار الهلال عدد خاص من مجلة الهلال أكتوبر 2011 يحمل عنوان "سيناء العبور إلى المستقبل تصدى فيه عدداً من الكتاب لقضية تعمير سيناء للعبور للمستقبل .


وقد أشار الكاتب عادل عبد الصمد رئيس التحرير فى مقاله إلى ضرورة إنشاء محافظة ثالثة بوسط سيناء وتنفيذ مشروع ترعة السلام لتصل لوسط سيناء الذى يحتاج لعناية كبيرة لتعميره وتنميته وفتح باب الاستثمارات بسيناء أمام الأشقاء العرب لإنشاء مدن جديدة ووضع الضوابط اللازمة لعدم التسلل الإسرائيلى للاستثمار والتملك عن طريق طرف آخر .


وأشار د. قاسم عبده قاسم فى مقال عنوانه "سيناء الأرض والأسطورة والحرب" إلى مأساة سيناء فى فترة الاحتلال الإنجليزى لمصر حين حرص الإنجليز أثناء الحرب العالمية الأولى على إخلاء سيناء من سكانها لدواعى الحرب وخوفاً من هجوم الدولة العثمانية والحقيقة أنهم أرادوا تحويل سيناء لمسرح للعمليات الحربية وتوارثت الحكومات المتعاقبة فى مصر منذ ثورة 1952 هذا المفهوم فأصبحت سيناء مسرحاً للحروب منذ عدوان 1956 وهزيمة 1967 وحرب الاستنزاف ثم النصر فى أكتوبر المجيدة مما أعاق كل هذا تنمية سيناء .


وفى العهد البائد تحولت سيناء إلى مستوطنة للطاغية وأهل الفساد من رجاله وسكن الظلام الفاسد فى شرم الشيخ وحرمت سيناء من أهلها وحرم أهلها من أرضهم وأشار اللواء سامح أبو هشيمة فى مقال عنوانه "أهمية سيناء عبر التاريخ من وجهة نظر الأمن القومى"  إلى البعد الاستراتيجى والسياسى والاقتصادى لسيناء ويتمثل البعد الاستراتيجى فى وجود المضايق الرملية والجبلية والبحرية بجزيرة تيران عند مدخل خليج العقبة والقواعد البحرية فى خليج السويس وبورسعيد والبعد الاقتصادى فى حقول البترول ومناطق التعدين والبعد السياسى فى وجود  مدن ذات شهرة تاريخية مثل رفح والعريش والطور والقنطرة شرق


سيناء مهددة بالضياع

أشار د. عاصم الدسوقى فى مقال عنوانه "سيناء بين ثلاثة حروب" إلى معاناة أهل سيناء فى حرب 1956 من تمركز قوات إسرائيل بها من 29 أكتوبر 1956 وانسحبت من العريش 14 يناير 1957 ومن شرم الشيخ 7 مارس 1957 وحلت محل القوات الإسرائيلية قوات طوارئ دولية على الحدود لتضمن الملاحة فى خليج العقبة وأدى ذلك لإهمال تعمير سيناء خشية إعادة احتلالها وفى عام 1967 قصف الطيران الإسرائيلى مطارات سيناء الثلاثة السر وتمادا والمليز وتم احتلال سيناء واستغلت إسرائيل نفط سيناء من حقلى سدر وأبو زنيمة وتعمدت شفط أكبر كمية ممكنة حتى تجف الآبار وكانت قواتهم بسيناء 50 ألف جندى إسرائيلى وقامت إسرائيل بعزلة سيناء قرابة عشرين عاماً حاولت فيها التغلغل داخل المجتمع السينائى بإغراقه بالخدمات لضمان ولائه وفشلت فى ذلك تماماً .


وفى مقال عنوانه "شبه جزيرة سيناء مهددة بالضياع من مصر مرة أخرى" أشار السفير حسن عيسى  إلى مأساة تقسيم سيناء لثلاث مناطق طبقاً لاتفاقية السلام المنطقة (أ) تمتد من شرق قناة السويس من الشمال للجنوب والمنطقة (ب) وهى سيناء الوسطى والمنطقة (ج) وتمثل ربع مساحة سيناء وتمتد من غرب الحدود عند غزة وعلى طول ساحل خليج العقبة حتى شرم الشيخ ولا يحميها سوى 750 فرد من الشرطة المصرية مع تواجد قوة مراقبة دولية لمراقبة تنفيذ الاتفاقية .


ويضيف أن سيناء تشهد العزلة حتى قبل احتلالها عام 1967 وكان يستحيل دخولها لأى فرد من سائر محافظات مصر إلا بتصريح من الأجهزة الأمنية وبعد حصوله على التصريح يصعب التنقل داخل سيناء لعدم وجود طرق ممهدة وإن وجدت فهى طرق عسكرية وبعد الاحتلال غيرت إسرائيل أسماء المدن بها نويبع أصبحت (نيفيوت) ودهب أصبحت (زى راهاف) وشرم الشيخ أصبحت (أوفيرا) لطمس المعالم المصرية والأطماع الإسرائيلية فى سيناء هى حياة أو موت بالنسبة للإسرائيليين وقد أشارت أحد الاستفتاءات بإسرائيل أن 89% منهم يؤيدون العودة لسيناء

مخطط استعادة سيناء

يشير السفير حسن عيسى للمخطط الصهيونى لاستعادة سيناء ومنها المشروع الذى تقدم به جدعون بينجر أستاذ الجغرافيا بجامعة تل أبيب لترسيم الحدود لأربع دول عربية بهدف تغيير الحدود مع مصر بشكل يتيح لإسرائيل الحصول على سيناء ومشروع شارون لتوطين الفلسطينيين فى منطقة تمتد وفقاً للمشروع الإسرائيلى لحوالى 1600كم من أراضى سيناء مقابل إعطاء مصر 150 إلى 200كم بصحراء النقب مع إنشاء طريق يربط بين مصر والأردن وإسرائيل .


كما اعتبر إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل السابق أن قيام مصر بتوطين مليون مصرى بسيناء بمثابة إلقاء قنبلة نووية على إسرائيل كما دعى الحاخام إسرائيل أرثيل إلى إعادة احتلال سيناء محذراً من تداعيات ثورة يناير على الوضع الاستراتيجى لإسرائيل ومن عادات إسرائيل الإعلان عن نواياها الحقيقية فى شكل تقارير لمراكز الأبحاث أو تصريحات صحفية أو تسريبات إعلامية لذلك يجب أخذ هذه الاعتبارات بجدية والتعامل معها فى ضوء ذلك .


وقد أشار د. أشرف علام فى مقال عنوانه " سيناء الداء والدواء" إلى خطة الجنرال جيورا أيلاند رئيس المجلس القومى الإسرائيلى السابق لإقامة دولة فلسطينية تمتد على أراضى مصرية وأردنية  عن طريق توسيع قطاع غزة الذى تبلغ مساحته 365كم2 بأرض مساحتها 600كم2 بشمال سيناء وتوسيع الضفة الغربية بمساحة 100كم2 باتجاه شرقى الأردن لتكون خاضعة للدولة الفلسطينية المقترحة وتعويض مصر بأراض صحراوية لا قيمة لها بصحراء النقب 150كم2 وبناء نفق بين مصر والأردن تحت الأرض الفلسطينية المحتلة .


والرد على ذلك بتفعيل المشروع القومى لتعمير سيناء لجذب 3 مليون نسمة حتى عام 2017 والعدد الفعلى طبقاً لإحصاء 1996 حوالى 300ألف نسمة وتوفير مليون فرصة عمل وزراعة 400 ألف فدان بشمال سيناء وإعمار وسط سيناء التى تمثل 82% من حدودنا مع فلسطين المحتلة وهى منطقة فراغ حالياً رغم غناها بالثروات الطبيعية وتعديل اتفاقية السلام لضبط الأمن على الحدود .


وقد نصت المادة الرابعة من معاهدة السلام فى فقرتها الرابعة "يتم بناءا على طلب أحد الطرفين إعادة النظر فى ترتيبات الأمن المنصوص عليها فى الفقرتين 1 ، 2 من هذه المادة وتعديلها باتفاق الطرفين .


ويشير د. جعفر عبد السلام فى مقاله بعنوان " كامب ديفيد بين الرفض الشعبى والقانون الدولى" إلى أنه وفقاً للقانون الدولى لا توجد اتفاقيات أبدية ويمكن إعادة النظر فى أى اتفاقية وفقاً للظروف الدولية ويكون باللجوء لمحكمة العدل الدولية وإقرارها بوجود تغير فى الظروف كما يعرف القانون الدولى قواعد لإنهاء المعاهدة إذا شاب إبرامها غش أو إكراه على دولة معينة أو على ممثليها وإن كان ذلك يحتاج لتحكيم دولى أو محكمة العدل الدولية للتثبت من الأسباب المؤدية إلى الإنهاء


مشروع برنارد لويس


أشار السفير محمد سعيد السيد فى مقاله بعنوان " سيناء لمصر والمصريين أبداً " إلى مشروع برنارد لويس صاحب أخطر مشروع لتفتيت العالم العربى بما يمس أرض سيناء مباشرة وهو مستشرق بريطانى الأصل يهودى الديانة صهيونى الانتماء أمريكى الجنسية وقد نشرت وزارة الدفاع الأمريكية مشروعه بالكامل بالخرائط ويتمثل فى تقسيم مصر لأربع دويلات الأولى بسيناء وشرق الدلتا وتكون تحت النفوذ اليهودى لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى من النيل للفرات والثانية دولة نصرانية وعاصمتها الإسكندرية تمتد من بنى سويف إلى جنوب أسيوط وعبر وادى النطرون وتضم جزءاً من المنطقة الساحلية حتى مرسى مطروح والثالثة دولة نوبية تضم الأراضى الشمالية السودانية وتكون عاصمتها أسوان والرابعة دولة إسلامية تكون عاصمتها القاهرة وتضم الجزء المتبقى من مصر

ثروات سيناء

يعدد د. عدلى أنيس فى مقال بعنوان "أرض القمر" ثروات سيناء ومنها الأراضى الزراعية تبلغ 175 ألف فدان وبتوصيل ترعة السلام ستصل إلى 400 ألف فدان مع استخدام تكنولوجيا النانو فى زراعة الأراضى الرملية والثروة الحيوانية تقدر بنحو 265 ألف رأس تعتمد على المراعى الطبيعية وتبلغ المساحة الصالحة للصيد فى البحر الأحمر 4.4 مليون فدان فى الطور ودهب وخليج السويس وبحيرة البردويل بها أجود أنواع الأسماك ومساحتها 168 ألف فدان .


وتتوفر بسيناء مسطحات مائية شاسعة على امتداد خليجى السويس والعقبة تحتاج لحسن استغلال ويوجد بسيناء البترول والمعادن مثل الفحم فى جبل المغارة وعيون موسى وأبو زنيمة والكبريت بالعريش ورفح والنحاس فى أبو رديس وفيران والمنجنيز فى أم بجمة وأبو زنيمة والكاولين والألبيتيت والرمال البيضاء التى تبلغ مليارات الأطنان وتستخدم فى صناعة الزجاج والكريستال والطفلة الكربونية كوقود لمحطات توليد الكهرباء والبنتونيت والجبس وأحجار الزينة بالإضافة إلى مقوماتها السياحية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بث مباشر للمسجد الحرام بمكة المكرمة