قررت السعودية استدعاء سفيرها لدى مصر للتشاور وإغلاق سفارتها في القاهرة وقنصلياتها في كل من الإسكندرية والسويس.
وذكر مصدر سعودي مسئول أن هذا
الإجراء اتخذ نتيجة للمظاهرات والاحتجاجات غير المبررة التي حدثت أمام
بعثات المملكة في مصر، ومحاولات اقتحامها وتهديد أمن وسلامة منسوبيها من
الجنسيتين السعودية والمصرية، بما في ذلك رفع الشعارات المعادية وانتهاك
حرمة وسيادة البعثات الدبلوماسية، وبشكل مناف لكل الأعراف والقوانين
الدولية.
ونتيجة لمحاولة المظاهرات
تعطيل عمل السفارة والقنصلية عن القيام بواجباتها الدبلوماسية والقنصلية
ومن بينها تسهيل سفر العمالة المصرية والمعتمرين والزائرين إلى المملكة.
وقد جاءت تلك الأحداث نتيجة
لما يواجهه المحامي الحقوقي المصري أحمد الجيزاوي، تهمة الإعدام شنقا في
المملكة العربية السعودية، بعدما أصدر سفير المملكة في القاهرة السفير
أحمد عبد العزيز القطان، بيانا، أدان فيه الجيزاوي، وادعى أنه تم ضبطه لدى
وصوله الأراضي السعودية وبحوزته أكثر من 21 ألف قرص مخدر، حيث أن عقوبة
تهريب والاتجار في المخدرات في السعودية هي الإعدام شنقا.
وقد قام عدد من المتظاهرين
أمام مقر السفارة السعودية بالقاهرة في يوم الجمعة، بتوزيع منشورات
للمطالبة بالإفراج عن المحامى المصري أحمد الجيزاوي المعتقل بالسجون
السعودية، على خلفية انتقاده للذات الملكية والحكم عليه بسنة سجنا والحبس
لمدة عام، والتي تحولت فيما بعد إلى اتهامه بحيازة مواد مخدرة لإسقاط كل
هذه التهم عنه.
وطالبت هذه المنشورات ضرورة
تقديم اعتذار رسمي من الحكومة السعودية، عما حدث مع الجيزاوي، وعدم التعرض
للمصريين مرة أخرى، إضافة إلى ضرورة سحب السفير المصري من السعودية وإرسال
احتجاج رسمي للحكومة السعودية، والمطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين
المصريين تعسفا في سجون السعودية.
ويشار إلى أنه تظاهر العشرات
أمام مقر السفارة السعودية بالقاهرة، مطالبين بالإفراج عن المصري أحمد
الجيزاوي وسط هتافات منها، "عاش عايش عاش.. الجيزاوي مش حشاش"، و"يسقط
يسقط آل سعود.. دول عاملين علينا أسود"، "يا جيزاوي وراك رجالة"، "مجلس
خزي ومجلس عار اللي يطاطي للملكية"، "قلنا عيش عدالة حرية ضربوا أخونا في
السعودية"، "آل سعود آل سعود.. حكم مبارك مش هيعود"، "يسقط يسقط حكم مبارك
لسه بيحكم دارى ودارك"، و"اقتل واحبس واجلد فينا.. بكرة الثورة فى
المدينة".
وقد أعلنت صحيفة "عكاظ"
السعودية في تحقيق مطول نشر اليوم السبت، في صدر صفحاتها أن دائرة
المخدرات والمؤثرات العقلية في هيئة التحقيق والادعاء العام في جدة ستحقق
اليوم مع المحامي المصري أحمد محمد ثروت السيد، المعروف بـ "أحمد
الجيزاوي"بتهمة تهريبه 21 ألفا و380 قرصا من عقار "زاناكس"، بحجم 25
مليجراما.
وأضافت الصحيفة أن الجيزاوي
ادعى أنه قد أتى إلى المملكة لقضاء العمرة بينما لا يرتدي أيا من ملابس
الإحرام، كما أنها لا تجد هذه الملابس في حقيبته.
وكشفت مصادر "عكاظ" أن
الجيزاوي سيخضع للتحقيق من قبل هيئة الادعاء العام صباح اليوم، تمهيدا
لإحالته للمحكمة الجزئية في جدة مصحوبا بملف متكامل يتضمن إقرار الجيزاوي
بالتهريب، والذي وقع عليه بعد ضبطه عند بوابة تفتيش الأمتعة بالصالة
الدولية داخل المطار من قبل رجال الجمارك، عند السادسة صباحا، وهي أوراق
رسمية عليها شعار "الجمارك السعودية"، بجانب محضر التحقيق الذي جرى معه
داخل إدارة مكافحة المخدرات، و23 صورة توثق حيازته ومحاولته تهريب هذه
الأقراص، وتسجيل فيديو يقر فيه بذلك شفهيا.
وجاء في إقرار الجيزاوي
بالتهريب على حد زعم الصحيفة "أقر أنا أحمد محمد ثروت السيد، مصري
الجنسية، بموجب جواز سفر رقم (...) القادم من جمهورية مصر العربية بتأشيرة
عمرة صادرة من سفارة المملكة العربية السعودية بالقاهرة رقم (...)، بأنه
تم القبض علي في الصالة الدولية بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، وفي
حيازتي 21380 قرص زاناكس، حاولت تهريبها إلى المملكة العربية السعودية".
وفضح التحقيق عن غرض الجيزاوي
الدخول إلى الأراضي السعودية بغرض التهريب وحده، حيث دخل بتأشيرة عمرة،
وهو غير محرم أبدا، وليس في أمتعته إحرام، بل كان يرتدي قميصا أبيض،
وجاكيتا أزرق (كحليا).
وكشفت التحقيقات التي نشرتها
الصحيفة السعودية أن الجيزاوي كان يعد لعقد صفقة بيع الأقراص داخل المملكة
بمبلغ يتجاوز 100 ألف ريال، بواقع خمسة ريالات عن القرص الواحد، فيما تمكن
من شراء كامل الكمية من مصر بـ5131 جنيها، أي ما يعادل 3170 ريالا، بمعنى
أنه كان يستهدف تحقيق ربح من وراء هذه الصفقة يبلغ 31 ضعف رأس المال.
وأوضحت مصادر "عكاظ" أنه بعد
تداعيات القبض على الجيزاوي، وتصعيد القضية عبر وسائل الإعلام المصرية
ومنابر الأحزاب السياسية، تلقت الجهات المعنية تساؤلات من قبل جهات رفيعة
في المملكة عن فحوى التهمة الموجهة إلى الجيزاوي، لكن الرد كان من هذه
الجهات "لا يوجد لدينا شخص بهذا الاسم".
وبعد مفاهمات بين وزارة
الخارجية السعودية والسفارة المصرية في الرياض تبين أن لقب "الجيزاوي"
حركي وغير رسمي، وأن اسمه المدون في القضية "أحمد محمد ثروت السيد"، الأمر
الذي يفند افتراءات بعض المحامين والمتحدثين باسم الأحزاب في مصر باستهداف
الجيزاوي للقبض عليه.
وذكرت الصحيفة السعودية أيضا "
أنه في المقابل تلقى الناشطون في مصر صفعة قوية، بعد أسبوع من تزايد
الافتراءات بأن الجيزاوي تم القبض عليه لآرائه السياسية، وأنه تم الحكم
عليه بالسجن عاما وجلده 100 جلدة، يتم تنفيذها يوم أمس الجمعة، إلى أن فضح
أمره بأنه "مهرب مخدرات".
وفي هذا السياق أوضح الوزير
المفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم الخارجية أن السفارة المصرية في
الرياض والقنصلية المصرية في جدة تجريان اتصالات عاجلة ومكثفة مع السلطات
السعودية المعنية بقضية المواطن المصري أحمد الجيزاوي المحتجز على ذمة
اتهامه بجلب أقراص مخدرة إلى المملكة، حيث توجه القنصل ماهر المهدي
لمقابلته والتعرف على أوضاعه واحتياجاته وتقديم الدعم القانوني له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق